کانت الدولة العثمانیة تخوض غمار حروب طاحنة فی مختلف جبهاتها الغربیة و الشرقیة فی مطلع القرن السابع عشر, ومع التراجع الواضح فی إِدارة مؤسساتها المختلفة بدأت وکأنَّها تفقد السیطرة على کافة الولایات التابعة لها ولاسیَّما فی بلاد الشام  التی عمَّت  فیها الفوضى السیاسیة والعسکریة، استغل بعض الطامحین تلک الأَوضاع فنشبت فیها ثورات عدیدة فی المنطقة کان فی مقدمتها ثورة علی باشا جان بولاد فی حلب عام 1605-1607م الَّتی انقسمت  بلاد الشام على أَثرها  بین مؤید للدولة العثمانیة ومعارضًا لها, وقد توصل البحث إِلى مجموعة من النتائج کان من أَبرزها, افتقار الثورة إِلى أَهداف السیاسیة الواضحة, والتنظیم الداخلی, والدعم الخارجی الحقیقی, فضلًا عن الحاضنة الشعبیة, الأَمر الذی أَدَّى إِلى فشلها وسرعة القضاء علیها, على الرغم مِمَّا کان یتمتع به علی باشا من الشجاعة فی إشهار عدائه للدولة العثمانیة التی کانت لاتزال تمتلک القوة اللازمة لإخماد أی ثورة تنشب ضدها فی الأَناضول أو بلاد الشام, لوقوعها على خط سیر القوات المتجهة إِلى الجبهة الشرقیة فی إیران.