يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل السرد السايكولوجي في رواية براري الحمى لإبراهيم نصر الله؛ لما لهذه الأداة من أهمية في نقل الأحداث، فضلاً عن قدرة الكاتب على توظيفها بالشكل الذي جعله يتقمص الشخصية الروائية فـ( يتماهى)، السارد العالم بالتفاصيل مع شخصية البطل بحالتها ودوافعها السايكولوجیة مما يجعلها أكثر تعلقاً بالإنسان بقدرتها على الغوص في ما يعتمل في النفس الداخلية للإنسان معتمداً في ذلك على سياق يقوم على التأثير والتأثر، ودراسة هموم الإنسان ومعاناته وما فیه من صراعات نفسية وجسدية على حد سواء. وتأثير تلك الصراعات في حياته ، يدفعه في ذلك خدمة قضايا الإنسان التي تعد البوصلة التي توجه مسار السرد، وعملية بناء الشخصيات في محاولة للتنبيه على حالة الظلم التي يعاني منها الإنسان متمثلة بذلك المعلم الشاب الذي ألقته الوظيفة في تلك المنطقة النائية من الجزيرة ، التي تغيب فيها العدالة وتغتصب الحقوق ؛ لذلك جاءت الدراسة لتسلط الضوء على الجانب النفسي من الشخصيات ؛ ولصعوبة عزل الحوار عن باقي عناصر العمل الفني من وصف وحوار، فقد وجدنا أن السرد السايكولوجي يتحقق في الرواية بمحور الوصف النفسي ، ومحور المونولوج ، ومحور المناجاة ، دون أن يترك ذلك أثراً للمغالطات، وأن يتعامل مع الأحداث بواقعية حية ودقة عالية، ثم انتهى البحث بخاتمة تضمنت أبرز النتائج التي خرج بها البحث.