العلاقات الاسنادیة وأثرها فی التشکیل الاستعاری النص القرآنی أنموذجاً
الملخص
إن المتکلم باللغة التی تعلمها منذ الصغر، واکتسبها من البیئة اللغویة التی ینتمی إلیها، یستعمل تلک الرموز الصوتیة التی یعرف دلالاتها وأبعادها الخطابیة، ویضع کل مفردة وترکیب منها فی موضعه اللائق الخاص به، بحیث لا یثیر الاستغراب لدى الجماعة اللغویة التی تتعامل معه فی مختلف الأحوال والأوضاع، لأنه یسلک سلوکا لغویا طبیعیا، وینتقی من الالفاظ والدلالات والتراکیب ما یجعله مقبولا ومستساغا لدیهم، ولکنه بمجرد أن ینحرف فی استعمال تلک الرموز الصوتیة، أو یعدل عن النظام المعهود لدى المخاطبین فی تلک المواقف التی یعبر عنها، تجد الاستغراب لدیهم ماثلا، والانتباه الى حدوث نوع من الکسر لأفق التوقع عندهم موجودا، وما حدث ذلک إلا بسبب خروجه عن المألوف من الاستعمال الیومی للنظام اللغوی، وقد یقوم بعض السامعین لتلک الجمل بالتصحیح إن اشتملت على خطأ، لا یمکن قبوله فی التعبیر، أو إعجاب بالطریقة التی استعملها، لما فیها من ذکاء فی الانتقاء التعبیری للغرض الذی ینشده، قال ابن منظور فی بیان المعنى اللغوی للعدول ومأخذه: "عدل عن الشیء یعدل عدلا وعدولا: حاد، وعن الطریق: جار، وعدل إلیه عدولا: رجع، وما له معدل ولا معدول، أی مصرف، وعدل الطریق: مال"، وقال ابن فارس: "العین والدال واللام أصلان صحیحان، لکنهما متقابلان کالمتضادین، أحدهما یدل على استواء، والآخر یدل على اعوجاج"، ولقد صنف الدکتور صلاح فضل العدول الى نوعین: خارجی، وهو عدول أسلوب النص عن معیار اللغة المعینة، وبذلک یقترب مفهوم العدول من الشاذ والنادر، وعدول داخلی، وهو عدول وحدة لغویة عن المعیار الممتد فی النص، أو انفصال وحدة لغویة ذات انتشار محدود عن القاعدة المسیطرة على النص فی جملته