إنّ تنوع القراءات التی وقفت عند هذا المصطلح بوصفه الردیف المقابل لعلم الاستشراق فی محاکاة منطقیة واعیة لضرورة قراءة الآخر والتعرف علیه تجعلنا أمام حیرة واعیة لهذا الکم من الدراسات التی تبنت مفاهیم قد تبدو متناقضة فی أحیان کثیرة ولعلنا لا نسعى فی هذه القراءة الى اعادة وتکرار ما ردده السابقون علماء وباحثون ومؤرخون، إذ تکفی جولة سریعة فی مکتباتنا أو التصفح الواعی لشبکات الانترنت لتجعل أی قارئ منّا یقف عند حدود هذا المصطلح الذی عدّ (علماً) مرادفاً لمصطلح آخر هو بالضرورة وعلى وفق تلک القراءات علم سابق مهّد للاحق، نعنی أن الاستشراق بوصفه علماً یبحث فی تطلع الغرب نحو مجتمعاتنا وحیاتنا وفکرنا سعى الى قراءة الشرق ومهّدت تلک القراءة لعلم الاستغراب الذی عنى بقراءة الغرب والتعرف علیهم