محمو امیة الجاهیر وابعادها السیاسیة
الملخص
اذا کانت اللغة تعتبر الاساس الاول للحضارة الانسانیة لانها مکنت الانسان من التفاهم مع ابناء جنسه و تبادل الخبرات والاراء، فان اختراع الکتابة قد ساعد على حفظها وتراکمها عبر الزمن مما ساهم فی نشوء الحضارات وتطورها . لذا فقد اعتبر المؤرخون اختراع الکتابة حدا فاصلا بین نوعین من العصور فی تاریخ الانسانیة : عصور ما قبل التاریخ والعصور التاریخیة. وهذه التفرقة تقوم على اساس ان الانسان فی عصور ما قبل التاریخ لم یترک لذا آثارا مکتوبة یستطیع المؤرخ أن یرجع الیها فی تأریخه للحوادث وکل ما یعرفه عن هذه العصور السحیقة انما یعرفه بشکل ظنی عن طریق دراسة المخلفات والبحوث الخاصة بدراسة عمر الصخور والمتحجرات .
ویرجع الفضل فی اختراع الکتابة إلى السومرین الذین عرفوا الکتابة المسماریة بحدود سنة 2600 ق. م. ثم ساهم المصریون والفینیقیون فی تطویر الحروف الابجدیة ونشرها فی العالم القدیم .
وقد اعتبرت الکتابة عند القدماء شیئا مقدسا لانه کان یبدو غریبا کیف ان انسانا یستطیع ان یتفاهم مع انسان آخر عن طریق بعض نقوش یرسمها ولذلک اطلق الیونانیون على الکتابة المصریة القدیمة "الهیروغلیفیة" أی التخطیط أو التشکیل المقدسولما کانت الکتابة تتیح لصاحبها قدرة من المعرفة تمکنه من بسط سیطرته و نفوذه على غیره فقد احتکرت من قبل الفئات المسیطرة فی المجتمعات القدیمة واعتبرت ذلک سرا مقدسا لایباح به لاحد .مما ابعد الجماهیر عن المعرفة وجعلها حکرا على الکهنة والحکام .