الاحتراس في سياق أحاديث الترغيب في صحيح البخاري ت(256ه)
الملخص
فإن الاحتراس فن من فنون البلاغة وفرع من فروع الإطناب أدرجه أهل هذا الفن تحت قسم المعاني. فبه يتم مراد المتكلم، وعليه يعتمد السامع , وله يذعن الذهن عن الوقوع في الوهم ، ولمّا كان التشريع الإسلامي المخاطبُ به المكلفون محوجاً الى النظر الدقيق وتحرير الكلام من أواصر الإحتمال غير المقصود في الخطاب , نجد شواهد ذلك في أصلي التشريع ، القرآن الكريم، والسنة النبوية ماثلة أمام أنظار الباحثين والمتذوقين لحلاوته , لذا نجدهم قد توغلوا في ألفاظه واستخرجوا حلاوة معانيه المكنونة. ولما كثرت بحوث الاحتراس في القرآن الكريم , دعت الحاجة الى التصدي لهذا الموضوع بين يدي السنة النبوية ؛ وذلك لندرة بحوث الاحتراس في الحديث الشريف. فاخترنا اصح الكتب بعد كتاب الله وهو صحيح الإمام البخاري _ رحمه الله تعالى _ ولإجماع الأمة على صحة أحاديثه وتلقي علمائها له بالقبول.