تعتبر الکوارث الطبیعیة على مختلف أنواعها قدیماً وحدیثاً خطراً حقیقیاً على حیاة الإنسان والحیوان والنبات والبیئة الطبیعة بشکل عام، ولأن الجزیرة الفراتیة بأقسامها فی ترکیا وسوریا والعراق شکلت محوراً استراتیجیاً مهماً خلال فترة العصور الوسطى نظراً لموقعها وأهمیتها الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة، فقد تم اختیارها کمنطقة لدراسة الکوارث الطبیعیة التی حدثت خلال الفترة الممتدة من القرن الرابع حتى السابع الهجری، وقد قدمت هذه الدراسة فکرة عامة عن خصائص منطقة الجزیرة الفراتیة وطبیعتها الجغرافیة ثم تم الحدیث عن الکوارث الطبیعیة التی حدثت فی منطقة الجزیرة الفراتیة وأنواعها کالفیضانات والسیول والزلازل والجفاف والمجاعات والأمراض والأوبئة والحشرات. بالإضافة للأضرار التی خلفتها هذه الکوارث، وذلک وفق التسلسل الزمنی معتمداً فی ذلک على العدید من المصادر التاریخیة وخاصة الحولیات وهی التی کانت تسجل الأحداث والوقائع بترتیب زمنی دقیق حسب السنوات ومنها الکامل فی التاریخ لإبن الأثیر والمنتظم فی تاریخ الملوک والأمم لابن الجوزی وتاریخ الإسلام للذهبی وکذلک تم الاعتماد على بعض کتب النصارى کتاریخ متّى الرهاوی أو تاریخ مار میخائل الکبیر وکذلک تاریخ الزمان وتاریخ مختصر الدول لابن العبری. بالإضافة للعدید من المصادر التاریخیة التی أرخت لتاریخ المنطقة وذکرت بعض الکوارث التی ضربت المنطقة.