( تغليب المعاملات السلوكية على الشعائر التعبدية في ترتب الثواب والعقاب دراسة حديثية تأصيلية)
الملخص
قاعدة التغليب هي احدى القواعد التشريعية التي اعتمدها شراح الحديث في بيان احكام الاحاديث النبوية ، وهي قاعدة معتبرة لدى الفقهاء وعلماء والاصول ، وان المتتبع لنصوص السنة النبوية يجد أنّ لهذه القاعدة دوراً كبيراً في إدراك مفهوم تغليب المعاملة مع الخلق على العبادات الاخرى الشعائرية كصلاة والصيام والزكاة والصدقة في ترتب الثواب والعقاب، وقد صرحت بعض النصوص النبوية بهذا المفهوم المهم ، ومن ذلك حديث المفلس الذي يأتي بصلاة وصيام وزكاة إلا أنه لم يراع حقوق العباد في كثير من معاملاته فتكون تلك المعاملة سببا في ضياع صالح عمله حتى شُبِّه بالمفلس ، وبالمقابل هناك نصوص نبوية دلت على تغليب الجانب الاخلاقي على الجانب العبادي كحديث أقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا وقصة الرجل الذي قال عنه النبي r بأنّه من أهل الجنة فظهر أنه ظفر بهذه البشارة بسلامة قلبه مع الناس الى غير ذلك ، فجاء هذا البحث ليوضح هذا المفهوم من خلال قاعدة التغليب .