آيات التحدي في القرآن الكريم (دراسة بلاغية دلالية)
الملخص
يهدف هذا البحث إلى دراسة آيات التحدي الواردة في القرآن الكريم، من الوجهة البلاغية الدلالية، وذلك لإبراز ما فيها من فنون وأساليب بيانية، ومعانٍ لطيفة، وإظهار ما فيها من أوجه اختلاف أو اتّفاق تميّزت بها عن غيرها من الآيات.وتكونت الدراسة من مبحثين؛ الأول منها كان عن الأسرار البلاغية الدلالية لآيات التحدي، والثاني عن أوجه الاتفاق وأوجه الاختلاف بين تلك الآيات.وقد تبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي للنص، للوصول إلى نتائج، من أهمها:قوة الترابط بين آيات التحدي وبين افتتاح السور الواردة فيها؛ إذ نجد أن ثلاثاً منها افتتحت سورها بالحروف المقطعة الدالة على أن القرآن معجز بكلماته وترتيبها وتركيبها، مع أنها متكوّنة من تلك الحروف المعروفة عند العرب، وآية الإسراء خلتْ من ذلك القسم من أجل هذا اختُصت بالقسم في بداية الآية، وأما آية الطور فافتتحت السورة بالقسم بكتاب الله تعالى صراحة دون تعريض أو تلويح.ثم إن آيات التحدي تميّزت وتوافقت على اختيار الألفاظ الدقيقة والمحكمة في جميعها، التي تحقق الغرض العام منها، وهو التحدي والإعجاز بالقرآن الكريم، منها: (فأتوا) الذي يدل على عجز المخاطبين عن الإتيان بمثل القرآن الكريم لفظاً وتركيباً وانسجاماً، واللفظ الجماعي (ادعوا) الدال على كمال التحدي وتعميمه لسائر المخلوقات إنساً أم جناً، عرباً أم عجماً، قليلين أم كثيرين.